ماهي مخاطر الإنترنت الخفية ؟

الصورة الرمزية لـ عبد الله نجاوي
top internet risks

الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة بشكل عام لها بلا الشك الكثير من الحسنات , والتحدث دائما عن سلبيات التقنية والتخويف منها قد لا يكون هو الشيء المثالي للقيام به ,لكن رغم ذلك فإن سوء إستخدام التقنية والإنترنت تحديدا عن قصد أو غير قصد قد تكون له عواقب جد وخيمة , أكان في نفس اللحظة أو على المدى المتوسط والبعيد , بلا شك وعلى ما يبدوا لا يمكن التخلي عن التقنية والإنترنت فهي أصبحت جزء لا يتجزء من حياتنا اليومية ,لكن في المقابل يمكن نشر الثقافة الصحية التي تمكن المستخدمين من معرفة وإدراك مخاطر الإنترنت بالتالي عمل ما يناسب من أجل الوقاية.

ماهي الأخطار التي تعتقد أنها مرتبطة بالإنترنت ؟

حسنا قد يقول القائل إن الإنترنت مجرد شبكة من الخيوط العابرة للبحار وتربط ملايين الحواسيب , وتمكن البشرية من التواصل أكان على مستوى الدول أو الأفراد , فما المشكل هنا ؟ في الحقيقة فإن هذا هو سبب المشكل تحديدا وهو عدم الوعي بالمخاطر حتى تحدث فجأة.

تأثير الإنترنت الكبير

قبل التحدث عن المخاطر البسيطة التي قد تواجه أغلب الناس ,لنتحدث قليلا عن خطر مرتبط بالإنترنت يمكن أن يساهم في تحديد مصير دول وقد حدث هذا بالفعل , لنأخذ على سبيل المثال الموضوع الذي أحدث ضجة كبيرة في سنة 2018 هو موضوع شركة كامبريدج أناليتيكا.

القصة ببساطة هي عن شركة علاقات عامة تستخدم الإنترنت وتقنيات الذكاء الصناعي وتحليل البيانات من أجل إنشاء حملات دعاية وإعلان ,الزبناء يمكن أن يكونوا من مختلف الخلفيات ,فيمكن أن يكونو شركات أو أفراد أو حتى دول , وقد يكون السياسيين من هؤلاء الزبائن , وقد حدث هذا بالفعل حيث قامت هذه الشركة باستخدام التكنولوجيا التي تمتلكها من أجل التأثير على ملايين الناخبين ضمن حملة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب , حيث قامت هذه الشركة بالتأثير على الناخبين وتوجيههم لصالح حملة ترامب.

السؤال الذي يطرح هنا هو ما علاقتك أنت كمستخدم للإنترنت بهذا الأمر ، العلاقة هنا هي أن شركة كامبريدج أناليتيكا استخدمت بيانات أكثر من أربعين مليون مستخدم لموقع فيسبوك ,يصادف أنك تستخدم فيسبوك ؟ إذن هناك إحتمال أن شركة ما قامت بأخد بياناتك وتحليلها واستخدامها لمعرفة توجهاتك وحالتك النفسية ,وقد تستخدم تلك البيانات في فرصة ما بشكل إيجابي أو سلبي ومن يستطيع منع ذلك ؟

كيف قامت الشركة بتجميع البيانات ؟

وهنا السؤال الأهم والذي يتعلق بموضوع هذه المقالة وهو حماية نفسك “بياناتك” ,حيث أن الشركة قامت بالوصول لبيانات ملايين المستخدمين عن طريق تطبيقات طرف ثالث وهنا أمثلة عن هذه التطبيقات

Active Apps and Websites facebook

هذه التطبيقات تستخدم مجموعة من ال API التي تقدمها فيسبوك من أجل الوصول إلى بيانات المستخدمين , وتستخدم هذه التطبيقات أو API في الكثير من المجالات , فمثلا قد تجد بعض التطبيقات توفر خيار تسجيل الدخول باستخدام حسابك في فيسبوك ,هذه الخاصية بحد ذاتها لا تعتبر خطيرة , لكن المشكل يكمن في التدابير الأمنية التي تقوم بها إدارة فيسبوك وما حجم البيانات التي يمكن لهذه التطبيقات الوصول لها.

هل سبق لك ورأيت تلك المواقع التي تدعي أنها يمكن أن تعرف شخصيتك أو معرفة متى ستتزوج أو ما هو البلد الذي يناسبك أن تسافر له أو معرفة شبيهك , هذه المواقع هي أيضا تستخدم تطبيقات الطرف التالت من أجل الوصول إلى معلوماتك ثم تحليلها .

لهذا ليس من الحكمة أن تقوم باستخدام حسابك في فيسبوك أو تويتر للتسجيل في أي موقع أو تطبيق بل يجب أن تتأكد أن ذلك الموقع آمن وله موثوقية عالية.

البيانات سلاح ذو حدين

المخيف في الموضوع المتعلق بالبيانات هو أن التقنيات المستخدمة في تحليل البيانات تطورت في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق وهي تتطور بشكل مستمر , كما أن استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي يزيد من فاعلية تلك الأنظمة, حيث أنها تمكن الشركات من تحليل البيانات بدقة عالية , واستخدام تلك النتائج في مختلف الأمور التي نتخيلها , والمثال المتعلق باستخدام البيانات من أجل توجيه الجمهور والتأثير في خياراته مجرد مثال بسيط , لكن الأكيد هو أن المستقبل سيحمل معه الكثير من المفاجئات .

تستخدم البيانات مثلا من طرف شركات الإعلانات , ومن خلالها يمكن معرفة ميول المستخدمين وبناءا على ذلك يتم عرض إعلانات مستهدفة على المستخدمين مما يزيد أرباح الشركات بشكل كبير ,من الصعب تحديد إن كان هذا الامر جيد أو سيئ , من جهة الإنترنت الذي نعرفه لايمكن أن يوجد بدون تلك الإعلانات ,فجميع المواقع التي نستخدمها بشكل مجاني تعتمد على أرباح الإعلانات من أجل البقاء , وعدم وجود الإعلانات يعني أنه لن يوجد شيئ مجاني ,تريد حساب في فيسبوك يجب أن تدفع ,تريد حساب في يوتيوب يجب أن تدفع ,يمكنك أن تتخيل الأمر .

من جهة أخرى وبعد معرفة أهمية الإعلانات بالنسبة للإنترنت ,أكان من جهة المستخدم أو الشركات ,فإن أهمية الإستهداف تكمن في أنها فقط تنضم عرض وتوزيع الإعلانات بالشكل الصحيح والمنطقي , فتخيل الإعلانات بدون توجيه صحيح ,قد تكون أنت في المغرب أو مصر وترى إعلان من المفترض أن يكون موجه للبرازيليين أو الصينيين , من الواضح أن الأمر كان ليكون كئيبا و فوضوي للغاية.

لكن السؤال الأهم الذي يطرح هو ماهو المستوى الذي يتم تحليله , هل تقوم الشركات بتحليل البيانات فقط من أجل معرفة التوجهات البسيطة للمستخدمين أو أنها تذهب لما هو أعمق من ذلك؟ حتى الأن لا أحد يعلم ما يجري بالفعل في مختبرات جوجل وفيسبوك وأمازون ,لا أحد يعرف ما الذي إستطاعوا استخراجه من ترليونات البيانات , لهذا سيبقى هذا الموضوع غامضا إلى أن يتم توضيحه أكان بشكل طوعي من طرف هذه الشركات ,أم سننتضر أن تحدث كارثة تدفع الدول إلى فرض قوانين تلزم تلك الشركات بالشفافية بخصوص هذا الموضوع.

خطورة التطبيقات الغير رسمية

يعتقد البعض أنه لامشكلة من البحث عن تطبيقات عبر مواقع الإنترنت بصيغة APK وتحميلها , لكن الامر ينطوي على الكثير من المخاطر الأمنية ,فهناك ما يسمى بالتطبيقات المزورة , والتي تقوم بنسخ التطبيق الأصلي , فتنخدع أنت وتقوم بتحميله , وغالبا تكون هذه التطبيقات تحتوي على برمجيات خبيثة , مثل برمجيات تسمى SpyWare وهي متخصصة في التجسس وتسريب البيانات الشخصية للمستخدمين , وأيضا هناك برمجيات من نوع AdWare وهي تلك البرمجيات التي تقوم بعرض الإعلانات المزعجة في كل الهاتف , مما يجعل تصفح الهاتف مزعج ومثير للغضب.

لهذا دائما يجب أن تتأكد من تحميل التطبيقات مباشرة من المتجر الرسمي , على سبيل المثال لو كنت تمتلك هاتف أندرويد فالخيال الأمثل هنا هو أن تقوم بتحميل التطبيقات من متجر جوجل بلاي, لتفادي أي مشاكل أمنية.

البرامج المقرصنة

وهي من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها البعض , والسبب غالبا هو أن هناك الكثير من البرامج التي تكون مدفوعة وغير متوفرة بشكل مجاني ,وهذا ما يدفع الكثيرين للبحث عنها بطرق غير قانونية, حيث تقوم جهات ربما أفراد أو جماعات متخصصة بقرصنة البرامج وعرضها للتحميل بشكل مجاني أكان في مواقع التحميل أو عبر التورنت.

طريقة عمل هذا يتم عبر ما يسمى بالهندسة العكسية ,حيث يقومون بدراسة تلك البرامج وكسر حمايتها , هنا قد يقوم البعض بزرع بعض البرمجيات الخاصة التي تؤدي مهام مختلفة ,مثل برامج الإعلانات التي تعرض الإعلانات , أو برامج التجسس التي ربما تقوم بتسريب بيانات بطرق مختلفة أشهرها هي تسجيل ما يكتب على لوحة المفاتيح من أسماء وبريد إلكتروني وأرقام سرية.