كتاب العلم والخيال العلمي د. طالب عمران

الصورة الرمزية لـ عبد الله نجاوي
science and science fiction book review

قلما تجد كتاب في العلوم يجمع بين الحقائق العلمية وبين الأسلوب الأسلوب الأدبي الجاذب للقاريء ,حيث يجعلك تغرق بين الأسطر ومتعطش لمعرفة المزيد ,غير مهتم بالوقت وعدد الصفحات التي تقرأها ,إن كنت تحب هذا النمط من الكتب ,وينبغي لك ذلك إن كنت من محبي الكتب بشكل عام ,والكتب ذات الطابع العلمي بشكل خاص.

ينقسم الكتاب إلى عدة أجزاء لكن الواضح أنه يسلك مسلك زمني منطقي ,حيث يصحبك في البداية في جولة إلى أحد المختبرات الفضائية التي تدور حول الأرض ,ويستعرض أمامك المشهد الذي ستراه وأنت في ذلك المكان خارج الكرة الأرضية ,ستبدو السماء داكنة والشمس تبرق والنجوم سينعدم تلألؤها حيث أن ظاهرة التلألؤ تلك سببها حركة الأرض ,ستبدوا الشمس شديدة الضياء وتظهر حول حافة قرصها ألسنة لهب حمراء تحيط بها هالة فضية.

إن كنت تملك حساب فيسبوك نقترح عليك هذه المجموعة من الصفحات العلمية ,التي تقدم العلوم بطريقة مبسطة وباللغة العربية.

كيف ستبدو الأرض من الفضاء

يمضي الكاتب ليستعرض كيف ستبدو الأرض من الفضاء ,حتى تبدو ككرة يحيط بها ضباب أزرق ,ولن يصعب عليك رغم المسافة البعيدة تمييز الجبال والأنهار والقارات والمحيطات طبعا , ستتعرف أيضا على المراحل التي مر منها كوكب الأرض حتى أصبح كما هو عليه الأن ,حيث لم يكن سمينا متخما ,حيث نتج هذا الشكل عن الغبار والجسيمات الكونية , كما أن حركته حول الشمس إزداد تقلا وبطئا .

كانت المياه في كوكب الأرض مخزنة في الصخور الباطنية تم خرجت منها نتيجة زلازل وشروخ ضربت الأرض, وهذا بالإضافة إلى سخونة كوكب الأرض أدى إلى تصاعد بخار الماء بدرجة كبيرة بحيث أدى في النهاية إلى تغليف سطح الأرض مما جعله معتما شديد الظلمة , بعد مدة بدء تساقط الأمطار والتي كانت تتبخر بسرعة نتيجة أن الأرض كانت ما تزال تحتفظ بدرجة حرارة عالية جدا , لكن توالي تساقط تلك الأمطار ساهم مع الوقت في تبريد سطح الأرض.

رحلة في عالم الحياة البحرية

بعد جولة مختصرة في الفضاء المحيط بالكرة الأرضية و فكرة مختصرة بخصوص تكون الأرض ,يصحبك الكاتب في جولة مثيرة أخرى ,هذه المرة في عالم المحيطات , تجدر الإشارة إلى أن الكاتب يتبنى الرؤية التطويرية في تفسير بداية الحياة على كوكب الأرض , لهذا أنصح القراء بالإطلاع على هذه القائمة التشغيلية المهمة التي تناقش نظرية التطور ,وهي من تقديم الدكتور إياد قنيبى وهو دكتور في علم الأدوية والبيولوجيا في صلب تخصصه ,لهذا فهو أفضل من يمكنه التحدث في نظرية التطور.

رغم ذلك من الجيد أخذ فكرة عن النظرية التي لا يتطرق لها الكتاب بشكل مباشر أو مفصل بل فقط يلمح لها بطريقة غير مباشرة بطريقته المميزة في السرد .

وهكذا يستمر الكاتب باستعراض أشكال الحياة المختلفة من البحر والبر ,ويتعمق شيئا فشيئا ,مرورا أشكال الحيوانات البرمائية ثم الحشرات والحيوانات التي تعيش في المناطق المتجمدة مثل البطريق الذي وصفه الكاتب بطريقة أكثر من رائعة فهو يمشي على قدمين فيبدو كرجل يتمختر بثياب السهرة.

بعد إستعراض موجد لتاريخ تكون الأرض ,يعود الكاتب للكون وكيف أنه بيئة معادية للحياة ,كيف ساهمت الأقمار الصناعية في إستكشاف الكون أو جزء صغير منه ,وهكذا يستمر الكاتب في إصطحابك إلى عوالم مختلفة بطريقته المميزة.