الكتاب الصيني فن الحرب

الحرب هذه الكلمة الكبيرة والقديمة قدم الإنسان , اختلف مفهوم الحرب على مدار السنين , فكل شعب لديه مفهوم مختلف عن الحرب , لكن وبلاشك فإن الدول والأمم التي خاضت الكثير من الحروب تملك فكرة أكثر تفصيلا من كل النواحي , أكان من الناحية الفلسفية أو حتى في ما يتعلق بفنون الحرب وكيفية كسب الحروب ومتى تحدث ولماذا , هذه الخبرة في الحروب لا تبقى ثابتة بل تتطور مع الوقت ,وكل جيل يخوض حروب قد سبق له وتعلم من حروب الأمم والأجيال السابقة وتعلم منها ,وهو بدوره يضيف إليها الخبرات الجديدة وهكذا , لهذا فإن نظرة بسيطة عن تاريخ الحروب ستلاحظ أنها كلما مر الزمن كلما تعقدت التكتيكات والخطط وطبيعة الأسلحة المستخدمة.

أيضا تعرف إن كنت من محبي السنما على هذا الفيلم الصيني المميز عالم الحيوان.

فن الحرب للكاتب الصيني سون تزو

ربما إن علمت أن هذه الكتاب يعتبر مرجع مهم في ما يتعلق بالحروب والتخطيط لها ,وأن مثلا القائد العسكري الشهير نابليون بونابرت قد استفاد من الكتاب لتطوير وتحسين خططه الحربية , قد تقول أن هذا الكتاب عمره فقط بضع مئات من السنين على أقسى تقدير , لكن المفاجئة الكبرى هي أن الكتاب كتب في القرن السادس قبل الميلاد.

ربما من غير المفاجئ أن كتاب من أهم الكتب التي تتحدث عن الحرب كتبه في الصين , فالصين عرفت تاريخيا بخوض الكثير من الحروب , وربما هذا الأمر ساهم في تطوير مفهوم الحرب لدى الصينيين , وهذا ما تبلور في النهاية في هذا الكتاب المهم , والذي ما زالت توجيهاته الحربية تطبق في الحروب إلى يومنا هذا.

ينقسم الكتاب إلى عدة فصول , كل فصل يتحدث عن عامل حاسم في الحرب , ويقدم الكثير من التوصيات والخطط المدعمة بالأمثلة خصوصا أن الكاتب سون تزو ليس شخصا متطفلا عن الحرب ,بل هو في النهاية كان جنديا وله في ذلك الوقت سمعة جيدة باعتباره محاربا قويا , هذه السمعة والصيت جعل من الملك أن يطلب منه كتابة هذا الكتاب وأن يضع فيه نتيجة خبرته.

وضع الخطط

يقدم الكتاب في هذا الفصل أهمية وضع الخطط في حسم نتائج الحرب , حيث أن الدخول في حروب غير مدروسة يمكن أن يكون مكلفا للغاية.

شن الحروب

يوضح هذا الفصل أن قرار الحرب لا ينبغي أن يتخذ هكذا بدون تخطيط ودراسة ,بل ينبغي حساب التكلفة المحتملة لذلك.

الهجوم المخادع

الجميع يعلم أن عامل المفاجئة يعتبر حاسم في حسم النتائج , بحيث أن مفاجئة العدو يمنعه من اتخاذ التدابير الرادعة والدفاعية مما يجعل تأثير الهجوم كبير ومدمر.

المناورات التكتيكية

المتورة عامل حساس وأساسي في الحرب ,بحيث أنها تمكنك من تقليل التكاليف وتعزيز القدرة على الصمود ,وامتصاص الهجمات القادمة من العدو.

أهمية الإستراتيجية

أكد صن تزو على أهمية التخطيط الدقيق والتفكير الاستراتيجي. كان يعتقد أن النصر في الحرب يمكن تحقيقه من خلال استراتيجية فعالة، حتى قبل بدء القتال الفعلي.

معرفة نفسك وعدوك

أكد صن تزو على ضرورة فهم نقاط القوة والضعف لديك ونقاط الضعف لدى خصومك. هذه المعرفة أساسية لوضع استراتيجيات ناجحة.

الخداع والتضليل

دعا صن تزو إلى استخدام الخداع لإرباك العدو والتغلب عليه. كان يعتقد أن الظهور ضعيفًا عندما يكون قويًا وقويًا عندما يكون ضعيفًا يمكن أن يوفر ميزة استراتيجية.

القدرة على التكيف

وشدد على أهمية التكيف مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة، والتحلي بالمرونة في التكتيكات، وتعديل الخطط حسب الحاجة.

الفوز دون قتال

من أشهر مبادئ “فن الحرب” فكرة الفوز دون صراع مباشر. جادل صن تزو بأن الشكل النهائي للنصر يتحقق عندما تتمكن من التأثير على خصومك وتحقيق أهدافك دون اللجوء إلى المعركة.

التضاريس والبيئة

أدرك صن تزو أهمية التضاريس والبيئة في الحرب. كان يعتقد أن الجنرال الجيد يجب أن يختار ساحة المعركة بحكمة ويستخدم البيئة المحيطة لصالحه.

القيادة والانضباط

كانت القيادة الفعالة والقوات المنضبطة ذات أهمية قصوى في فلسفة صن تزو. كان يعتقد أن الجيش ذو القيادة الجيدة والانضباط سيكون أداؤه أفضل في المعركة.

ضباب الحرب

أقر صن تزو بالطبيعة الفوضوية التي لا يمكن التنبؤ بها للحرب، والتي يشار إليها غالبًا باسم “ضباب الحرب”. وشجع القادة على التزام الهدوء والقدرة على التكيف في مواجهة حالة عدم اليقين.

خلاصة

هناك حوالي 13 فصل في الكتاب كل فصل يوضح بالتفاصيل العوامل التي تحسم نتائج الحرب ,وبلا شك الأخذ بعين الاعتبار تلك الأمور يجعل من النصر أقرب بكثير من الدخول في حروب بدون تخطيط أو دراسة جدية .