منذ ظهور الحاسوب وهو يعتبر مصدر مهم من مصادر الحصول على المعلومة ، وهذا بفضل شبكة الإنترنت التي تسهل التواصل ، سواء من خلال محركات البحث العالمية على رأسها محرك البحث جوجل ، أو من خلال الموسوعات مثل موسوعة ويكيبيديا أو من خلال المواقع التعليمية سواء الخاصة أو الحكومية بالإضافة إلى المنتديات التي توفر بيئة للنقاش والأخذ والرد، بالتالي يمكن القول أن الحاسوب مصدر مهم في الوقت الحالي من مصادر الحصول على المعلومات والمواد التعليمية، إذن ما هي سلبيات التعليم باستخدام الحاسوب بالإضافة إلى الإيجابيات ؟
أهمية الحاسوب في العملية التعليمية
كما سبق الإشارة في المقدمة ، فإن الحاسوب يعتبر مصدر مهم من مصادر المعرفة ، هذا بالإضافة إلى كونه وسيلة سريعة من وسائل التواصل ،خصوصا أن الأنظمة التعليمية شهدت انفتاح وتوجه نحو الرقمنة ، صحيح أن بعض الأزمات مثل الجائحة العالمية سرعت العملية ، وبتنا اليوم نرى التعليم عن بعد يحصل على انتشار واسع ، طبعا من أجل التواصل مع المدارس أو الجامعة يحتاج الأمر إلى بعض المتطلبات مثل اتصال بالإنترنت و جهاز مثل الحاسوب أو الجهاز اللوحي والهاتف الذكي ، مما يجعل العملية التعليمية سريعة وتستفيد من التطور التقني ، لكن رغم ذلك هناك الكثير من السلبيات التي تأتي مع هذا التحول .
تشتت الإنتباه
كان يمكن إعتبار الحاسوب وسيلة مساعدة مثالية على التعلم لولا نقطة التشتت التي يعاني منها التلميذ والطالب ، طبيعة الحاسوب التي تسمح بعمل تعدد المهام تمكن المستخدم من الوصول إلى أكثر من برنامج أو موقع في نفس الوقت الأمر الذي يسبب الكثير من التشتت وحرف الإنتباه عن المهمة الأساسية وهي مثلا عمل البحوث أو القيام بالواجبات وإرسالها في الوقت المحدد، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على جودة العملية التعليمية.
مواقع التواصل الإجتماعي
ربما من أكثر القرارات عشوائية هو استخدام مواقع التواصل الإجتماعي كوسيط بين المدرس والطالب ، موقع التواصل الإجتماعي هي منصة صممت لكي تجذب انتباه المستخدم ، ليس لما هو مفيد له ، بل لأي شيء أخر يجعله يبقى داخل الموقع أو التطبيق لمدة أطول ، السبب هو الإعلانات ، حيث أن مواقع التواصل الإجتماعي تعمل بشكل مستمر على تطوير برمجياتها من أجل إبقاء المستخدم داخل الموقع ، حيث كل ما كانت مدة البقاء أطول ، كلما شاهد المستخدم إعلانات أكثر ، بالتالي أرباح أكثر لهذه المواقع.
من هنا نفهم أن الرابح الأكبر في هذه المعادلة هو موقع التواصل الإجتماعي ، لهذا ينصح بتجنب استخدامها كوسيط في العملية التعليمية ، والاعتماد في المقابل على تطبيقات ومواقع خاصة أو الإعتماد على أنظمة LMS مصممة بشكل أساسي لتقديم تجربة تعليمية رقمية غنية ، أو الإعتماد على حلول أبسط وأقل تكلفة مثل خدمة كلاس روم من جوجل ، التي توفر أدوات سهلة الإستخدام تسهل التواصل وتبادل المعلومات والمواد التعليمية مثل التمارين والكتب والواجبات المختلفة.
غياب التفاعل
من سلبيات التعليم عن بعد هو غياب التفاعل بين التلميذ والمعلم ، التفاعل الذي يحصل بين التلميذ والمعلم داخل الفصل يلعب دور مهم في جودة العملية التعليمية ، فبالإضافة إلى العلاقة التي تتكون بين المدرس والتلميذ والتي تنعكس بشكل إيجابي في أغلب الأحيان على التواصل ، فإن التفاعل الحاصل داخل الفصل يساعد على تثبيت المعارف والمفاهيم، خصوصا عندما يحصل نقاش وطرح أسئلة سواء بين المدرس والتلميذ أو بين التلميذ والتلميذ ، بينما الاعتماد على التعليم عن بعد لا يوفر ذلك الجو المحفز على التعليم والتعلم.
غياب المساواة بين التلاميذ
بسبب تفاوت الإمكانيات المادية والبنية التحتية في مختلف مناطق دولنا العربية ، فإن الاعتماد على التعليم عن بعد تظهر معه الكثير من التحديات تتعلق بتوفير فرص متساوية للتلاميذ ، هذه التفاوتات تتعلق بالقدرة على توفير المعدات الأساسية للانخراط في العملية التعليمية ، من توفير الحاسوب وتوفير الكهرباء إلى توفير الإتصال بشبكة الإنترنت ، هذه الفوارق بلا شك تعتبر واحدة من أكبر سلبيات التعليم عن بعد.