عندما يتعلق الأمر بتطبيقات المحادثة الفورية فهناك الكثير من البدائل التي يمكن الإعتماد عليها ،وطريقة إختيار هذه البدائل او التطبيقات المتنوعة تختلف من شخص لأخر ،فمثلا هناك من يفضل التطبيق الذي يقدم واجهة سهلة وبسيطة ،وآخر يفضل التطبيق الذي يوفر قدرة أكبر على تخصيص الإعدادات.
وطبعا هناك فئة مهمة من المستخدمين تعتمد على معايير أخرى من أجل تحديد تطبيق المحادثة المناسب من أجل إستخدامه ،أهم هذه المعايير هي الخصوصية، حيث عندما يتعلق الأمر بالإنترنت فإن من بين أهم القضايا التي يتم نقاشها هي الخصوصية ،وهل المنصة أو الموقع والتطبيق تحترم الخصوصية أم لا.
طبعا يجب معرفة أن شركات التقنية تبحث بكل الطرق الممكنة عن وسائل تمكنها من جمع بيانات المستخدمين ،حيث أن شركات التقنية تعتمد بشكل أساسي على بيانات المستخدمين من أجل تطوير خدماتها وأيضا من أجل تحقيق أرباح مالية خيالية ، بيانات المستخدمين يتم تحليلها واستخدامها بعدة طرق ،أما لأغراض إعلانية ،من المعلوم أنه لنجاح أي حملة إعلانية فيجب أن تكون لديك معرفة قوية بالجمهور المستهدف ،لهذا مثلا شركات مثل فيسبوك تحقق أرباح فلكية من منصتها الخاصة بالإعلانات على فيسبوك و أنستغرام ،حيث توفر قاعدة المستخدمين العريضة في المنصتين كمية مهولة من البيانات ،التي تقوم الشركة بتحليلها ثم إستخدام نتائج التحليل للقيام بحملات إعلانية مستهدفة لصالح من يدفع أكثر.
نهم فيسبوك ورغبتها في امتصاص أكبر قدر من البيانات لم يتوقف عند هذا الحد ،فهي تخطط لالتهام بيانات مستخدمي تطبيق واتساب ،مما يعني بيانات ملايير المستخدمين ،الأمر الذي خلق ضجة وقلق كبير ،خصوصا بين المهتمين في خصوصية المستخدمين.
لهذا ينصح البعض بالبحث منذ الأن عن بدائل لتطبيق واتساب ،طبعا هناك الكثير من البدائل الأخرى المثيرة للإهتمام مثل تطبيق تيليغرام ،والذي يعتبر من التطبيقات الشهيرة والمنافسة لواتساب.
تطبيق signal
هناك بدائل أخرى غير واتساب منها تطبيق سيغنال ،الذي يوفر الخدمات الاعتيادية الموجودة في تطبيقات المحادثة الأخرى ،بالإضافة إلى حماية خصوصية المستخدمين عبر تشفير بياناتهم ،ويعتبر التطبيق الذي يتوفر مجانا للهواتف العاملة بأندرويد عبر متجر جوجل وبلاي , وأيضا للأيفون عبر أبل ستور Signal من التطبيقات القليلة التي يتم ترشيحها من قبل نشطاء حماية الخصوصية ،مثل الأمريكي المتخصص في الحماية الرقمية Edward Snowden وأيضا من مشاهير الإنترنت ك إلون ماسك مؤسس شركة تيسلا .
هل التطبيق آمن
عندما يتعلق الأمر بالأمان فهناك مجموعة من العناصر التي يجب أخدها بعين الإعتبار , حيث أن التطرق لموضوع الأمان لم يعد يقتصر فقط على الأمان فيما يخص هجمات المخترقين والقراصنة فقط , بل أيضا فيما يتعلق بخصوصية المستخدمين أيضا , وهذا يشمل الأمور التي تهدد خصوصية المستخدم لا من خارخ التطبيق , وهذا يشمل المهاجمين , أو من داخل التطبيق نفسه وهنا يقصد الشركة المطورة , و تطبيق واتساب مثال على هذا , فإن كان المهاج الخارجي يبحث عن بيانات المستخدمين من أجل إستخدامها من أجل تحقيق أهداف شخصية غالبا , فما الفرق بينه وبين الشركة المطورة التي تريد إستخدام تلك البيانات الخاصة بالمستخدمين من أجل تحقيق المزيد من الأرباح.
بالنسبة لتطبيق Signal فهو تطبيق أمن بشكل جيد , وهذا يمكن أن تؤكده مجموعة من الجهات أكانوا أفراد أو مؤسسات , حيث أنه يستخدم مجموعة من التقنيات التي تساعد على حماية بيانات المستخدمين , بالإضافة إلى أن برمجية التطبيق نفسه مفتوحة المصدر , أي أنه لا يوجد شيء لإخفائه , حيث يمكن للجميع التعرف على الشيفرة المصدرية من خلال مستودع github , أي يمكنك معرفة تفاصيل النسخ الخاصة بالهاتف الذكي , أكان أندرويد أم أيفون أو حتى نسخة سطح المكتب حيث يدعم ويندوز ولينكس وماك ,وطبعا نسخة السيرفر الذي يتعامل مع بقية المنصات ,والبرمجيات مفتوحة المصدر تتميز دائما بالتركيز على الخصوصية بشكل كبير.
بالإضافة إلى كل هذا فإن النموذج الربحي للتطبيق لا يعتمد على البيانات التي يجمعها التطبيق , أي في هذه الحالة بيانات المستخدمين , أكان إستخدامها من أجل القيام بحملات إعلانية مستهدفة كما يفعل فيسبوك , أو بيعها كما تفعل الكثير من الشركات, النموذج الربحي الخاص بتطبيق Signal يعتمد على جمع التبرعات , حيث أن أي شخص يؤمن بحرية إستخدام الإنترنت يمكنه التبرع من أجل إستمرار إستخدام التطبيق , وهذا النموذج ليس جديد , على سبيل المثال الموسوعة الحرة تستخدم نفس الطريقة من أجل تمويل أنشطتها والعمل على تطوير الموسوعة .
يعتبر تطبيق والذي يمكنك الوصول إلى معلومات أكثر بخصوصه عبر الموقع الرسمي signal بديل ممتاز لواتساب ،لا من حيث الحماية ولا من حيث الخصائص وسهولة الإستخدام ،والذي يوفر واجهة أنيقة ،مع مجموعة من الأدوات التي تسهل التواصل اليومي.