هل تشكل الروبوتات والذكاء الاصطناعي خطر على الإنسان ؟

قد يعتقد البعض أن هذا السؤال جديد لكنه في الحقيقة ليس كذلك ,وغالبا قد سبق لك أن شاهدت أحد الأفلام التي تتحدث عن سيطرة الرجال الأليين على كوكب الأرض ومحاولة إبادة البشرية , وأشهر هذه الأفلام هو فيلم The Terminator حيث يقوم بطل الفيلم الذي قدم من المستقبل بمحاولة لتحدير البشرية من الشر الذي مصدره الروبوتات الذكية, لكن هل هذا الخطر فعلا موجود ؟

في الحقيقة لايوجد جواب على هذا السؤال القديم الجديد ,وربما سبب تزايد طرحه هو التطور الذي وصلت له الروبوتات وأيضا تطور مجال الذكاء الصناعي بيحث يمكن الألة من التفكير بشكل شبه مستقل ,حيث أن أنصار نظرية سيطرة الألة على البشرية يعتمدون على هذه الحقيقة وأن كل هذه العوامل ستأذي في النهاية إلى تحقيق هذه “النبوءة”.

قد لاتكون من أنصار هذه النظرية لكن هناك الكثير من المعطيات التي ستجعلك على الأقل مهتم ,من أهم العوامل هو تطور الذكاء الاصطناعي بشكل هائل وغير مسبوق ,هذا الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يغزوا حياتنا اليومية بشكل متزايد ,ليس هذا فقط بل أيضا يتحكم فيها بدون أن نشعر , فمثلا لو كنت تملك تطبيق للمطاعم فستلاحظ أن هذا التطبيق يقوم بإرسال اقتراحات مطاعم انطلاقا من الأماكن التي تذهب لها ,قد يبدوا الأمر طبيعيا بل جيدا لأنك بالأساس قمت بتنصيب هذا التطبيق من أجل هذا الغرض.

لكن المعلومات التي جمعها هذا التطبيق عنك يمكن تحليلها للوصول إلى معلومات حتى أنت نفسك لا تعرفها ,فيمكن انطلاقا من تحليل المطاعم التي تدهب لها توقع المطاعم التي ستذهب لها في المستقبل ,بل ويستطيع معرفة أكثر المطاعم التي تفضل من خلال تقييمك لها وأيضا من خلال مدة بقائك وتكرار زيارتك لها, وبقية البيانات الأخرى التي يمكن تحليلها واستخراج الكثير من النتائج المهمة منها ,من هنا يمكن عبر تطبيق بسيط معرفة الكثير عنك وعن مجتمعك ومحيطك.

تخيل نظام ذكاء اصطناعي يستطيع الوصول إلى بيانات تطبيقات المطاعم والتطبيقات الصحية وأيضا تطبيقات الألعاب ,من خلال هذه التصنيفات القليلة يمكن معرفة أماكن تواجدك وحالتك الصحية وأيضا تحليل سلوكك وحالتك النفسية , وطبعا يستطيع معرفة ملامحك عن طريق الكاميرا ودقات قلبك من خلال الحساس الموجود خلف الهاتف وأيضا بصماتك من خلال الماسح الموجود في أغلب الهواتف الذكية الحديثة ,ألا يبدوا الأمر مقلقا !؟

لكن ربما هذا التحليل هو نتيجة سلوك بشري ,حيث يميل الكثير من الناس إلى تحليل وتوقع الأمور السلبية وتناسي الجوانب الإيجابية ,والحقيقة أن تطور الروبوتات والذكاء الاصطناعي هو في صالح البشرية وليس العكس ,بحيث تستخدم في الكثير من المجالات مثل البيئة والصناعة والطب والكثير من المجالات الأخرى.

من سيتفوق الذكاء الاصطناعي والألة أم الإنسان ؟

قد لا يصح طرح هذا السؤال من الأساس ,لأنه ببساطة الألة صممت للقيام بمهام لايستطيع الإنسان القيام بها أو لا يقوم بها بالطريقة والسرعة المطلوبة , لكن هذا لم يمنع البشرية من القيام بمقارنات ومباريات لتحديد “الأفضل” ومن أشهر المنافسات هي التي دارت بين الإنسان والألة هي التي جمعت بين برنامج AlphaGo أحد مشاريع Google DeepMind  واللاعب العالمي من كوريا الجنوبية Lee Sedol, تجدر الإشارة إلى أن برنامج AlphaGo صمم خصيصا للعب لعبة Go

أهمية هذه المبارات تتعلق باللعبة نفسها ,فلعبة غو تعتبر من الألعاب المعقدة رغم أن قوانينها سهلة ,فهي لعبة تتكون من رقعة و 19 خط عمودي واخر أفقي بالإضافة إلى أحجار سوداء وبيضاء ,بحيث تكون الرقعة فارغة ويضع الاعبين الأحجار على تقاطعات الخطوط وليس المربعات ,وفي حالة قام أحد اللاعبين بمحاصرت أحجار المنافس يقوم المحاصر بأخد حجر اللاعب الذي تم حصاره.

المهم هنا هو عدد الإحتمالات في اللعبة حيث يقال أن تفوق عدد الذرات في الكون ,وهذا الرقم مخيف طبعا ,وهنا يكمن التحدي ,ونتيجة المبارت التي جمعت بين ألفا جو واللاعب Lee Sedol هي كالتالي :

  • المبارات الأولى : فاز فيها برنامج AlphaGo
  • المبارات الثانية  : فاز فيها برنامج AlphaGo
  • المبارات الثالثة  : فاز فيها اللاعب Lee Sedol
  • المبارات الرابعة : فاز فيها برنامج AlphaGo

قد يفهم الكثير من هذه المبارت وهي أنه لا يوجد تفوق مطلق للذكاء الاصطناعي ,هذا رغم أن اللاعب فاز في مبارات واحدة من أصل أربعة , لكن حقيقة أن هناك تراجع للذكاء الاصطناعي في المبارت الثالثة التي فاز فيها اللاعب الكوري ,تعني أن الذكاء الاصطناعي فيه الكثير من الثغرات والنقائص ,رغم أنه من المفترض أن يكون دقيقا خصوصا في المسائل المتعلقة بالإحتمالات.

في النهاية الذكاء الاصطناعي والألة صممت بالأساس لخدمة الإنسان ,ومن الصعب توقع أن يصل الذكاء الاصطناعي لمرحلة يمكن فيها أن يستقل بشكل كامل عن التدخل البشري ,لأنه عند بلوغ تلك المرحلة عندها يمكن الحديث عن إنقلاب الألة والذكاء الاصطناعي على البشرية.

رغم ذلك فإن تطور التقنية أكان على مستوى أشباه الموصلات التي تصبح أصغر وأسرع مع الوقت وأرخص أيضا ,مما يزيد من قدرة الحواسيب التشغيلية ,وأيضا إستخدامات الذكاء الصناعي التي أصبحت تشمل مجالات كثيرة منها مثلا القيادة الذاتية أو على سبيل المثال اعتماد المواقع الكبيرة مثل محرك البحث جوجل بشكل أكبر على الذكاء الصناعي من أجل تحديد وأرشفة المواقع , وهذا ما شكل تغيير جدري في خوارزميات البحث والتي لم يلاحظها طبعا عامة الناس ,لكن لاحظها أصحاب المواقع , كما أن تقنية التعلم العميق أصبحت تسرع من عملية تطور الذكاء الصناعي بشكل مهول .

تقنية التعلم العميق لا تسمح بتعليم الالة فقط ,بل إن هذه الخاصية تسرع من تحسين الذكاء الصناعي ,أي أنه سيتحسن مع مرور الوقت ,كما هو الحال في المثال في هذا المقطع ,حيث يقوم الذكاء الصناعي بلعب اللعبة ويظهر المقطع كيف أنه يحسن من مهاراته في كل مرة ,ولا أحد يمكنه تصور المدى الذي يمكنه الوصول له ,وهنا المخاوف التي تراود الكثير من المهتمين.


اكتشاف المزيد من كيف عربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

«
»